يُعتبر التوحد من أكثر اضطرابات النمو في العالم، حيث يُشكل تحديًا كبيرًا للأفراد المصابين به وعائلاتهم والمجتمع بأكمله. وفي العالم العربي، يوجد عدد كبير من الأطفال والبالغين المصابين بالتوحد.
يعتبر التوحد من الأمراض المنتشرة بشكل واسع في العالم العربي ووفقًا لتقرير صادر عن المركز الوطني للإحصاء والمعلومات في السعودية، فإن عدد الأشخاص المصابين بالتوحد في المملكة العربية السعودية بلغ 32,000 شخص في عام 2019، وهذا الرقم يعتبر أعلى نسبة في المنطقة. وفي مصر، تشير الإحصائيات إلى أن عدد الأطفال المصابين بالتوحد يبلغ حوالي 230,000 طفل، وفي الأردن يصل عدد الأشخاص المصابين بالتوحد إلى حوالي 20,000 شخص.
وتوضح الإحصائيات العالمية أنه يتم تشخيص حالات التوحد في العالم العربي بنسبة تصل إلى 1 من كل 160 طفل، وهو رقم يتطابق مع الإحصائيات العالمية. وبالنسبة للنساء المصابات بالتوحد، فإنه يوجد عدد كبير من النساء المصابات بالتوحد في العالم العربي، ويتراوح العدد بين 4 إلى 5 نساء مصابات بالتوحد في كل 100 رجل.
ويواجه الأفراد المصابون بالتوحد في العالم العربي تحديات عديدة، بما في ذلك قلة الوعي والمعرفة بالاضطراب، وعدم توافر الخدمات الصحية المتخصصة، ونقص التدريب والتوعية للعاملين في القطاع الصحي. كما أن هناك مشكلة في الإدراك العام بشأن أهمية دمج الأفراد المصابين بالتوحد في المجتمع وتوفير الدعم اللازم لهم. وهذا يتطلب جهودًا متعددة من المؤسسات الحكومية والمنظمات غير الحكومية والأفراد، من أجل زيادة الوعي بالتوحد وتوفير الدعم اللازم للأفراد المصابين به، بما في ذلك الخدمات الطبية المتخصصة والتدريب للمتخصصين في هذا المجال.
علاوة على ذلك، يجب أن تسعى المجتمعات العربية إلى تحسين فهمها للاضطراب والتخلص من التمييز والعنصرية الموجهة إلى الأشخاص المصابين بالتوحد، وتشجيع الاستثمار في البحث والتطوير للكشف المبكر والعلاج المناسب للاضطراب.
هناك أيضا بعض الإحصائيات المهمة التي يجب الإشارة إليها عند الحديث عن التوحد في العالم العربي. وفقًا لتقرير صادر عن منظمة الصحة العالمية في عام 2020، فإن عدد الأشخاص المصابين بالتوحد في العالم العربي يصل إلى حوالي 3 ملايين شخص، ويعاني هؤلاء الأشخاص من صعوبات في التواصل والتفاعل الاجتماعي والمهارات الحركية والتركيز والانتباه. وفي الوقت الحالي، لا توجد بيانات مفصلة حول انتشار التوحد في بعض الدول العربية، ولكن يتوقع أن يزداد عدد الحالات بشكل كبير نظرًا للزيادة المستمرة في الوعي بالاضطراب وتحسين التشخيص والكشف المبكر عنه.
هذا وتشير دراسات إلى أن هناك نقصًا حادًا في الخدمات المتخصصة لمعالجة التوحد في العالم العربي، مما يؤثر سلبًا على قدرة الأفراد المصابين به على تلقي العلاج المناسب والدعم اللازم لتحسين حياتهم. لذلك، يجب على المجتمعات العربية العمل بجدية على تحسين الخدمات الصحية والتعليمية المتعلقة بالتوحد وزيادة الوعي بالاضطراب وتحسين فهم المجتمع للأشخاص المصابين به، وتعزيز التمكين والدعم لهؤلاء الأفراد وعائلاتهم.
في النهاية، يُعد التوحد من الأمراض الشائعة في العالم العربي، ويحتاج الأفراد المصابون به وعائلاتهم إلى الدعم اللازم والوعي المجتمعي للتعامل مع هذا الاضطراب بشكل أفضل. لذلك، يتطلب الأمر التعاون والتنسيق بين الحكومات والمنظمات والأفراد لمواجهة هذا التحدي وتحسين حياة الأفراد المصابين بالتوحد في المجتمع العربي.